الصفحة الرئيسية  قضايا و حوادث

قضايا و حوادث إدارة الحالة المدنيّة والمقابر، أعوان أبطال وظروف عمل «تعمل العار»!

نشر في  03 جوان 2015  (13:10)

كنّا كتبنا منذ أكثر من شهر عن إدارة الحالة المدنيّة والمقابر الكائنة بنهج ابن خلدون، وبما أنّ ظروف العمل في منتهى التّعاسة ان لم نقل كارثية وبالتالي لا تحتمل مزيدا من الصبر، انتظرنا أن يتحوّل رئيس البلدية الى هذه الإدارة ويطّلع عن كثب على ما يكابده أعوان مثاليون يجاهدون من أجل قضاء شؤون المواطنين كانت ما كانت معقدة وعويصة.. كنّا نعتقد أنّ رئيس البلدية سيهبّ لغوث منظوريه ناهيك أنّهم يفتقرون الى أبسط المرافق التي يجب أن تتوفّر في إدارة عمومية، فما بالك اذا كان الأجانب والمسؤولون في السّفارات من الذين يتردّدون عليها..
ومنذ أيام اضطررت للعودة الى هذه الإدارة للحصول على وثيقة لا أحد يمكن أن يصدّق أن وصولها من وزارة العدل يتطلّب أشهرا طويلة، وكم كانت الصدمة كبيرة وأنا أجد دار لقمان على حالها ولا شيء تحسّن أو تغيّر، فالمكاتب ترتجّ ارتجاجا وأدوات العمل على اختلافها تعود الى عهد نوح ولو كانت الدنيا دنيا لأتلفت بما أنها غير صالحة للاستعمال..
ولمن لا يعرفها، فانّ هذه الإدارة تقع في الطابق الثالث، والوصول اليها أشقّ من صعود هضبة، فكيف اذا كان من ضمن الوافدين عليها لاستخراج وثائق شيوخ وعجائز؟!
وخلال زيارتنا الأخيرة، وبما أنّ الطابق الثاني مهجور، فقد كانت تنبعث منه رائحة جيفة لكلب أو قطّة، وقد أكّد لنا أحد المواطنين أنّ صعود المدارج عند نزول الأمطار يحتّم استعمال الممطرة، فالسقف كلّه شقوق ومتداع للسّقوط وليس مستبعدا أن تسقط أجزاء منه ذات يوم على الرؤوس!!
لقد حاولنا أن نختصر الوضعيّة المزرية لهذه الإدارة التي يتفانى أعوانها للاستجابة لطلبات المواطنين، فليته يتمّ نقلها الى مكان آخر في انتظار أن تتمّ تهيئة المبنى ويعاد تأثيثها، فمن العار ألاّ يجد الأعوان (وأغلبيتهم من النساء) ولا المواطنون ومنهم المريض والعجز مكانا لقضاء الحاجة البشريّة!!

نجيب